القائمة

تعلم القراءة السريعة واختصر وقت قراءتك للنصف

سنتحدث عن طرائق تزيد من سرعة قراءتك للروايات والكتب، مع المحافظة على معدل الفهم. هذه النصائح تهدف لزيادة سرعة القراءة والفهم لدى المتدرب على القراءة السريعة

في هذه السلسلة عن القراءة السريعة سنتحدث عن طرائق تزيد من سرعة قراءتك للروايات والكتب، مع المحافظة على معدل الفهم. هذه النصائح تهدف لزيادة سرعة القراءة والفهم لدى المتدرب بخطوات بسيطة يمكنه تطبيقها في قراءاته اليومية.

الجزء الأول: أساسيات القراءة السريعة.

في هذه المجموعة من النصائح، سنتحدث عن أساسيات القراءة السريعة والأخطاء الشائعة التي يقع فيها القارئ والتي تخفض من سرعة قراءته. في هذا الجزء من السلسلة سنركز فقط على تسريع معالجة الكلمات وقراءتها لدى القارئ، وفي الأجزاء الأخرى سنغطي جانب الفهم السريع بشكل أشمل.

أولاً: التعامل مع صوتك الداخلي

تقريباً كافة القراء يتحدثون مع أنفسهم أثناء القراءة. إن لم يكن هذا بصوت مسموع فسيكون من خلال حركة الحبال الصوتية دون إصدار صوت، وهو أمر طبيعي لدى البشر ويدعى الSubvocalization ويفيد في زيادة الفهم لدى القارئ والتأكيد على ما يقرأه داخل الدماغ. بأي حال، القراءة السريعة تتطلب من القارئ التخلي عن هذه العادة الفطرية مقابل اكتساب سرعة أكبر.

عليك أن تدرك أن لكل كلمة معناها الخاص، وتفصل هذا المعنى عن الشكل الصوتي للكلمة. عندما تقرأ رقماً ضخماً كالعدد 12.359 فلن تسمع في رأسك صوتاً يقول الرقم بصوت عالٍ لتدرك معناه، لن تسمع صوتك الداخلي يقول “اثنا عشر ألفاً وثلاثمئة وتسع وخمسون” وإنما ستفهم القيمة مباشرة. يمكنك تطبيق الأسلوب نفسه هنا لو تعاملت مع الكلمات على أساس معانيها أثناء القراءة. وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب صعب، إلا أنه هناك طريق أكثر سرعة.

زيادة سرعة الكلام = زيادة سرعة القراءة. كما ذكرنا في السابق أن الحبال الصوتية تهتز فعلاً أثناء القراءة، وهذا يعني أن سرعة الكلام والقراءة للأشخاص الذين يقومون بهذا متساوية تقريباً. وهذا ما تظهره الاحصائيات. الحل الأسرع من التوقف عن الكلام داخل رأسك، هو أن تزيد سرعة كلامك الطبيعية.

هذه النصائح مفيدة في حال أردت إخراس صوتك الداخلي أثناء القراءة:

  • استخدم يدك للإشارة للكلمات اثناء القراءة.
  • امضغ علكة أو ضع أصبعاً على فمك لإبقاء شفاهك مشغولة أثناء القراءة.
  • استمع للموسيقى أثناء القراءة.
  • استخدم منصة AccelaReader لقراءة النصوص التي عليك إنهائها بسرعة.
  • أجبر نفسك على القراءة بسرعة مختلفة عما تعتاده.

ثانياً: تغطية الكلمات التي قرأتها

حتى أكثر القراء تمرساً تخونهم أعينهم أحياناً أثناء القراءة لتعود لكلمات قد قرأت سابقاً. من أساسيات القراءة السريعة تعلم كيفية التخلص من هذه العادة التي تضيع الكثير من الوقت وتخفض سرعة القراءة بشكل ملحوظ. هذه الحركات السريعة لا تزيد فهم القارئ في الحالة العامة، وإنما هي منعكس يجبر الدماغ الأعين فيه على العودة لتفقد الكلمات السابقة.

  • يمكنك تخفيف حدوث هذه العادة من خلال تغطية الأسطر التي قرأتها ببطاقة صغيرة، أو بورقة أخرى. ولكن من الأفضل تعويد نفسك على الأمر طبيعياً دون هذه الطريقة فاستخدامها بشكل مستمر يسبب تشتيتاً للأفكار.
  • في حال تكرر المنعكس لأكثر من مرة أثناء القراءة فهذا يعني أن الدماغ لا يعالج كل ما يدخل له من النص، وهي إشارة واضحة لك كي تخفض من سرعة قراءتك.
  • من الطبيعي معايشة هذه الحركات أثناء قراءة مادة علمية أو مادة جديدة كلياً على القارئ، لأن الدماغ يحاول استيعاب كل ما يقرأه دفعة واحدة.

ثالثاً: تعلم تثبيت عينيك

العينين تخونان القارئ في كثير من الأحيان كما قلنا. لتلعلم القراءة السريعة على القارئ تعلم تثبيت عينيه ونقلها من الكلمة للأخرى بأقل كمية ممكنة من الحركات… قد تعتقد ان العين ترى الكلمة وحدها فقط وأنت بحاجة لتحريكها لقراءة الكلمة الأخرى. ولكن الأمر لا يتم هكذا في أغلب الأحيان. أنت قادر على رؤية أكثر من كلمة في السطر عند النظر لإحداها، وعند نقل عينك للكلمة المجاورة ستلحظ ارتجافاً تنتقل فيه العين لمكان عشوائي ومن ثم للكلمة الأخرى. الأمر انعكاسي تماماً في هذه الحالة أيضاً ولكن يمكن التحكم فيه.

بشكل رئيسي، حاول تحريك عينيك بشكل بطيء واختصر كمية الانتقالات التي تقوم بها بين الكلمات، لا تحاول النظر للأسطر العليا والسفلى التي تستطيع قراءتها، هناك عدد محدود جداً من القراء القادرين على تخطي الأسطر مع المحافظة على الفهم العام للنص، وهذا نتيجة تدريب طويل.

رابعاً: ادفع نفسك بعيداً عن القراءة البطيئة

الكثير من البرامج والدروس التي تحكي عن القراءة السريعة تدعي أن إجبار النفس على القراءة السريعة دون النظر لعامل الفهم في بداية التعلم يمكنه أن يشحذ من منعكسات الشخص وزيادة قدراته على القراءة السريعة. من الممكن أن لا تفهم شيئاً في البداية، ومن ثم ستبدأ بالفهم، وربما لا تفهم إطلاقاً في بعض الأحيان. ولكن لمن يهدفون لزيادة سرعة القراءة لديهم بغض النظر عن عامل الفهم فهناك طريقة بسيطة للتدريب على مضاعفة السرعة.

يمكنك الامساك بقلم أثناء القراءة وتحريكه فوق السطر الذي تقرأه متابعاً رأس القلم بعينيك وأنت تقرأ الكلام، حرك القلم بسرعة ثابتة لدقيقتين، فلتكن سرعة قراءتك للسطر موازية لسرعة قراءتك ثلاث كلمات بشكل متأني. بعد دقيقتين خذ استراحة لدقيقة واحدة وتابع بسرعة مضاعفة.

الجزء الثاني: القراءة السريعة ومهارات في تلخيص النصوص

القفز بين الفقرات – القراءة السريعة:

القراءة الأولى للنص تعطيك فهماً عاماً لما يحتويه، ولكنها لا تكون قاطعة من ناحية الفهم. لهذا اختصار وقت القراءة الأولى أمر مهم جداً، القراءة الاولى للنص يمكن أن تتم بشكل سريع من خلال القفز عبر الفقرات، هذا الأسلوب يتيح لك انهاء نص طويل للمرة الأولى في مدة قصيرة جداً. القفز عبر الفقرات لا يسمح لك بفهم النص كاملاً، ولا حتى جزئياً. ولكنه يعطيك فكرة لا بأس بها عن المحتويات كي تستطيع العودة لكل شيء في النص بالتفصيل وأنت تمتلك فكرة عنه. هذه بعض التقنيات المستخدمة في للقفز بين الفقرات:

  • قراءة الفقرة الأولى والأخيرة في النص. غالباً ما تتضمن النصوص فقرة تعريفية وفقرة ختامية تلخيصيتان لكل ما مر في النص. هاتين الفقرتين مهمتين جداً لمن يبحث عن فكرة عامة من النص. في حال وجدت متسعاً كبيراً بين المقدمة والخاتمة لنص ما وشعرت أنك تحتاج المزيد من المعلومات قم بقراءة أحد الفقرات في المنتصف لتعويض ما ينقصك من فهم عام للنص.
  • قراءة العناوين والعناوين الفرعية. من المهم جداً قراءة كافة العناوين والعناوين الفرعية قبل الخوض في قراءة نص ما للحصول على فكرة شاملة لما ستقرأه. إنشاء فهرس للنص في راسك يسمح لك بالعودة لأي قسم منه لاحقاً ويساعدك على تنظيمه أكثر ضمن الذاكرة. يمكنك أيضاً استشفاء الكثير من العناوين والعناوين الفرعية لنص ما.
  • تفحّص الصور والخطوط البيانية بعناية أكبر. وعلى الرغم من أن هذا يبدو كمضيعة للوقت، إلا أن الصور والرسوم البيانية غالباً ما تتضمن كماً أكبر من المعلومات مقارنة بالنصوص. واغلب المواد التي توظف هذه الصور والرسومات تلخص فيها الكثير من الأسطر. يمكن أيضاً أن تجد في الرسوم البيانية أحياناً معلومات غير مذكورة في النص الأصلي.
  • قراءة الجملة الأولى من كل فقرة. في حال كنت في عجلة من أمرك وكان عليك فهم أكبر كم ممكن من النص الموجود أمامك، قراءة الجملة الأولى من كل فقرة يمكن أن يساعدك في الحصول على فهم أعمق للنص بعد قراءة الفقرات الرئيسية والعناوين والعناوين الفرعية. بالطبع لن يكون فهمك للنص مساوياً لفهمك له بعد قراءة مفصلة. ولكنه ليس بسوء قراءة الفقرة الأولى والأخيرة فقط.

التلخيص:

التلخيص اسلوب معتمد لدى الكثير من الطلاب والقراء والمتعلمين حول العالم. الحصول على خلاصة نص ما في أسطر قليلة وعدد كلمات محدود يساعد في زيادة الفهم، واختصار زمن القراءة بشكل كبير جداً. في حال امتلاكك لملخص جاهز من النص الذي ترغب بقراءته فأنت شخص محظوظ. قراءة الملخصات من أهم تقنيات القراءة السريعة. وإنشاء الملخصات من أهم المهارات التي عليك الحصول عليها سواء كطالب أو في الحياة العامة. هذه بعض الأساليب المتبعة في التلخيص التي توفر عليك الكثير من الوقت:

  • تعليم الكلمات الأكثر أهمية في النص. كيف تعرف أن لكلمة ما أهمية زائدة في النص؟ حسناً يمكنك الاعتماد على مدى تكرارها في النص، وهل هي موجودة في العنوان الرئيسي أو أحد العناوين الفرعية أم لا، يمكنك أيضاً ملاحظة الكلمات الأكثر أهمية والعبارات الأكثر أهمية من خلال ملاحظة تنسيقها، الكتاب يميلون في الكثير من الأحيان إلى تمييز الكلمات الأهم بخط غامق أو عريض أو مائل، يمكنك الاعتماد على هذا في كثير من الأحيان.
  • اصنع لائحة بمحتويات النص. إن لم تجد فهرساً أو تلخيصاً للنص أو لم يكن النص يتضمن أي عناوين أو عناوين فرعية، يمكنك ان تقوم بذلك بنفسك. يمكنك اختيار عبارة واحدة للتعبير عن فقرة كاملة واعتمادها كعنوان، ومن ثم اعتماد عنوان رئيسي للنص. يمكنك أيضاً القيام بهذا على نصوص أكبر من خلال انشاء جداول فهرسية تساعدك على العثور على المعلومات. ربما تكون هذه الطريقة مستهلكة للوقت في البداية ولكنها ستوفر عليك الكثير من الوقت عند العودة للنص من جديد.
  • اكتب ملاحظاتك الخاصة. كتابة ملاحظاتك الخاصة بخط يدك على النص يساعدك حتماً على فهمه بشكل أفضل، ويساعدك أيضاً في حال عدت للنص في وقت لاحق. يمكنك ترك تعليقاتك وملاحظاتك والنقاط الأكثر اهمية فوق الجمل المرادفة، واستخدام هذه الملاحظات في المستقبل للحصول على فهم أسرع للنص. قراءة ملاحظات الآخرين على نص ما قد تكون مفيدة ولكنها لن تكون بفائدة ملاحظاتك الخاصة.

هناك الكثير من التقنيات الأخرى المتبعة في التلخيص واختصار وقت قراءة النصوص، ولكن هذه التقنيات هي الأهم والأكثر استخداماً. يمكنك مشاركتنا في التعليقات التقنيات التي تستخدمها في التلخيص.

متى يمكنك توظيف القراءة السريعة

  • قراءة الروايات والقصص القصيرة. في حالة الروايات والقصص القصيرة غالباً ما يكون الفهم امراً بديهياً لما يحدث، يمكنك زيادة سرعة القراءة أثناء تصفحك لرواية دون الإضرار بالمعنى الشامل لها ودون أن “تخسر شيئاً”… وعلى الرغم من ان قراءة الروايات والقصص بالأصل أمر ممتع ومن الأفضل أخذ الوقت فيه، يمكنك توظيف القراءة السريعة لإنهاء الروايات بوقت اقصر.
  • قراءة الأخبار اليومية ورسائل البريد الإلكترونية الترويجية. في حالة الأخبار اليومية والبريد الإلكتروني، الفهم عادة لا يكون مهماً لأن الأخبار مكررة ولا تؤثر بشكل رئيسي على حياة الإنسان، إلا لو كنت صحفياً بالطبع. يمكنك قراءة الأخبار بشكل سريع والاستفادة من تقنيات القراءة السريعة لتخطي الفقرات الطويلة التي لا طائل منها. رسائل البريد الإلكتروني أيضاً مشابهة.
  • مراجعة المواد الدراسية قبل ليلة الامتحان. يمكنك الاستفادة من مهارات التلخيص والقفز بين الفقرات مع القراءة السريعة في اليوم السابق للامتحان كي تراجع محتويات المادة باكملها، بالطبع لا يغني هذا عن الدراسة المفصلة السابقة، ولكن إن كنت تمتلك وقتاً قصيراً لا يكفي سوى لمرور سريع على المادة، يمكنك استخدام هذه التقنيات لمراجعة أكبر كم ممكن من المعلومات.

متى لا يمكنك توظيف القراءة السريعة؟

  • الدراسة. لا يمكنك توظيف القراءة السريعة أثناء الدراسة، بالأخص الدراسة لأول مرة. العبور الاول على موضوع ما يجب أن يكون بطيئاً ويسمح للمخ استيعاب الكلمات ومعانيها، وهو ما لا توفره القراءة السريعة. القراءة السريعة للمواد التي يجب عليك دراسته سينتهي بفشل في فهمها او حفظها، لذا من الأفضل التروي أثناء الدراسة.
  • قراءة موضوع لاول مرة. من البديهي أن قراءة أي موضوع لأول مرة تحتاج لتاني لفهم كافة جوانبه، حتى لو لم يكن هذا الموضوع ضمن مادة دراسية ما، يمكن ان يكون كتاباً علمياً خفيفاً أو مقالاً يتحدث عن تقنية ما. بأي حال من الأحوال لا يجب أن تقرأ هذا النوع من النصوص بسرعة، فالتروي هو الطريق الوحيد للدماغ للاستيعاب.

في النهاية، يبقى الأمر النهائي في معرفة أماكن وأوقات توظيف هذه المهارة عائداً للقارئ بنفسه، فهو الأدرى بالهدف من القراءة وهل تناسبه هذه التقنيات أم لا.

اترك ردّاً